مقدمة
تُعد مسألة تحديد الحضانه من المواضيع الحساسة التي ترتبط بشكل مباشر بمصلحة الأطفال عقب انفصال الوالدين.
في المملكة العربية السعودية، تُنظم قضايا الحضانة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية والقوانين السارية، التي تركز على حماية حقوق الطفل وتحقيق
مصلحته الفضلى. تختلف حقوق الحضانة بين الأم والأب بناءً على ظروف كل حالة على حدة، مع مراعاة الالتزامات والمسؤوليات القانونية لكل طرف تجاه
الأبناء. يستعرض هذا المقال المعايير المتبعة في النظام السعودي لتحديد الحضانه، بالإضافة إلى توضيح حقوق كلا الوالدين في هذا السياق.
المفهوم الشرعي والقانوني للحضانة
المفهوم الشرعى للحضانه هو “القيام بتربية الطفل ورعاية شئونه إلى أن يبلغ سئا معينة”
أو هو الولاية على الطفل و المجنون لفائدة تربيته وما يتعلق بها من مصالح في حفظه والاهتمام بشئونه
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:
“فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)” البقرة: 229)، وهو ما يدل على أن العلاقة بين الأبوين بعد الطلاق يجب أن تكون قائمة على الإحسان في
التعامل بما يحفظ حقوق الطفل ويضمن له حياة كريمة.
معايير تحديد الحضانة في النظام السعودي
المحاكم السعودية تعتمد على عدة معايير لتحديد الجهة التي تستحقها، مع الاخذ فى الاعتبار مصلحة الطفل حيث إنها فى المقدمه. ومن أبرز هذه
المعايير:
الأفضلية للأم في الحضانة
حيث تُمنح الحضانة للأم، طالما كان الطفل فى مرحله عمريه مبكره ، لأن الأم أكثر قدرة على رعاية الطفل وتلبية احتياجاته الأساسية فى تلك الفتره من عمره . وتستند المحاكم في السعودية إلى القواعد الشرعية التي تُعطي الأم الحق في الحضانة، إلا إذا وُجدت ظروف تمنع ذلك، مثل عدم توفر بيئة ملائمة أو تقصير في تقديم الرعاية اللازمة، فلا يكون لها الأفضليه
مصلحة الطفل الفضلى
تعتبر مصلحة الطفل الفضلى المعيار الأهم في تحديد الحضانه. تسعى المحاكم إلى التأكد من أن الطفل سيعيش في بيئة تضمن له السلامة الجسدية والنفسية، سواء كان ذلك مع الأم أو الأب. يتضمن ذلك التحقق من قدرة الوالد الحاضن على تلبية احتياجات الطفل من حيث التعليم، الصحة، والمأوى.
- عمر الطفل
يُؤخذ عمر الطفل بعين الاعتبار عند تحديد الحضانة. إذا كان الطفل في سن الرضاعة أو الطفولة المبكرة، فإن الأم تكون لها الأفضلية عادةً. أما عندما يكبر الطفل ويصل إلى سن معينة (عادة 7 سنوات للأولاد و9 سنوات للبنات)، قد تتغير الأمور ويُترك للطفل الخيار في بعض الحالات ليختار مع من يريد العيش. - قدرة الوالدين على الرعاية
تقوم المحكمة بتقييم قدرة كل من الأم والأب على تقديم الرعاية المطلوبة للطفل. يتم ذلك من خلال تقييم الوضع المالي، الصحي، والنفسي لكلا الوالدين. في حال كان أحد الأبوين غير قادر على تلبية احتياجات الطفل الأساسية، يُستبعد من الحضانة.
حقوق الأم في الحضانة
- حق الحضانة المباشر: تُمنح الأم حق الحضانه بشكل مباشر في حال عدم وجود موانع شرعية أو قانونية، خاصة إذا كان الطفل صغيراً.
- حق النفقة: طالما أن الام هى الحاضنه لأولادها فهى من تستحق النفقه قولا واحدا ، ويُصبح الأب ملتزماً بتوفير النفقة المناسبه لأولاده ، والتي تشمل الغذاء، التعليم، والرعاية الصحية بشكل كافى
- حق الحماية القانونية: يحق للأم أن تطالب بالحماية القانونية إذا تعرضت لأي تهديد أو تدخل من الطرف الآخر في مسائل حضانة الطفل.
حقوق الأب في الحضانة:
- في حال عدم قدرة الأم: إذا ثبت أن الأم غير قادرة على توفير بيئة مناسبة للطفل أو أنها تنازلت عن حقوق الحضانه، يحق للأب المطالبة بالحضانة..
- حق الزيارة: يحق للأب زيارة أطفاله بشكل منتظم حتى لو كانت الحضانه للأم، ويعتبر هذا الحق من الحقوق الشرعية التي تكفلها الشريعة والنظام.
- حق المشاركة في اتخاذ القرارات: الاب له حق المشاركه فيما يخص أولاده فلذة أكباده من قرارات كالزواج والتعليم وغيره ، وذلك بغض النظر إن كان حاضنا من عدمه
شاهد ايضا:محامي في الرياض: دليلك الشامل لاختيار المحامي المناسب
خاتمة
معايير تحديد الحضانة في النظام السعودي تعتمد بشكل كبير على مصلحة الطفل الفضلى، مع الأخذ في الاعتبار حقوق كل من الأم والأب. يُعتبر الحفاظ على استقرار الطفل ورعايته الأولوية القصوى في مثل هذه القضايا. تتطلب هذه المسائل التعاون بين الأطراف لتحقيق بيئة آمنة ومستقرة للطفل بعد الانفصال.